لا اله الا الله محمد رسول الله
مرحبا بكم عزيزي الزائر في منتديات ريتاج الكعبة
يشرفناا ان تقوم بالتسجيل معنا اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
اما إذا كنت عضوا بالمنتدى فقم بتسجيل دخولك أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

لا اله الا الله محمد رسول الله
مرحبا بكم عزيزي الزائر في منتديات ريتاج الكعبة
يشرفناا ان تقوم بالتسجيل معنا اذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
اما إذا كنت عضوا بالمنتدى فقم بتسجيل دخولك أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
لا اله الا الله محمد رسول الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مفهوم الايمان

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مفهوم   الايمان  Empty مفهوم الايمان

مُساهمة من طرف siham nana الأربعاء يناير 02, 2013 12:02 am


]
مفهوم الايمان


الإيمان

الإيمان بالله:

الإيمان بالله سبحانه و تعالى هو الفطرة التي فطر الله عليها عباده, و الإلحاد غاشية طارئة على الإنسان, خرج بها أصحابها عن أصل الخلقة و مقتضى الفطرة. و يدل على هذا قوله تعالى: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين, أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون" [الأعراف: 172-173]. و إن علم الإيمان هو أشرف العلوم لتعلقه بمعرفة الله سبحانه و تعالى و إفراده بالعبادة, و أيضا لما يترتب عليه من تحقق الحياة الطيبة في الحياة الدنيا و الفوز بنعيم الخلد و جنة الأبد في الآخرة.

و أما الملاحدة و اللادينيين الذين لا يؤمنون بالله سبحانه و تعالى, و يبررون ذلك بأنه لا تدركه الحواس, فقد اتبعوا بهذه الأقوال سنن أعداء الإيمان الذين كانوا من قبلهم عندما جعلوا رؤية الله شرطا للإيمان. و هذه المكابرة هي منطق الكافرين قديما و حديثا, و لكنها في الحقيقة شبهة باطلة لأن هؤلاء يؤمنون بوجود العقول المفكرة و لم يروها, و يؤمنون بالجاذبية الأرضية و لم يروها و هناك الكثير من الأمثلة على أمور مثل هذه يؤمنون بها دون أن يروها أو أن تدركها حواسهم. و لكنهم آمنوا بكل هذه الأشياء التي لا يرونها لما يرون من آثارها, كأثر الجاذبية في جذب الأشياء إلى الأرض. و لذلك فإن الطريق إلى الإيمان بالله عز و جل هو التدبر في آياته, و هي تقود كل منصف إلى الإيمان بالله, و إلى الإيمان بربوبيته و ألوهيته سبحانه و تعالى.

و إن من ثمرات الإيمان بالله الحياة الطيبة في الدنيا و الهداية و العزة و التمكين و النصر على الأعداء و الفوز برضوان الله و الجنة في الآخرة, و هناك الكثير من الآيات في القرآن الكريم تؤكد هذا المعنى. و من المعروف أن سبب عدم تحقق الكثير من هذه الوعود في واقع المسلمين حاليا هو ضعف إيمانهم, و لا سبيل إلى تحقيق هذه الوعود إلا بالعودة إلى الإيمان علما و عملا, تصديقا و انقيادا. و من الآيات التي تؤكد هذا ما يلي:

قوله تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" [النحل 97].

و قوله تعالى: "فأما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى و من أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى و قد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها و كذلك اليوم تنسى" [طه 123].

و قوله تعالى: "و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين" [المنافقون 8].

و قوله تعالى: "وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يؤمنون بي لا يشركون بي شيئا و من كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون" [النور 55].

و قوله تعالى: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" [الحج 38].

و قوله تعالى: "و كان حقا علينا نصر المؤمنين" [الروم 47].

و قوله تعالى: "ثم ننجي رسلنا و الذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين" [يونس 103].

فبالإيمان يكون النصر و العزة و التمكين و النجاة و الهداية و الحياة الطيبة في الدنيا و الآخرة, و أما من أعرض عن الإيمان فله معيشة ضنكا, و يحشر يوم القيامة أعمى, و يعيش ذليلا مهزوما.



وجود الله عز و جل:

إن هناك نوعان من الوجود:

وجود ذاتي, لم يسبقه عدم و لا يلحقه عدم, و هو ما كان وجوده ثابتا له في نفسه و ليس مكسوبا له من غيره, و هذا هو وجود الله عز و جل كما قال تعالى: "هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شيء عليم" [الحديد: 2].

وجود حادث, و هو ما كان حادثا بعد عدم, فهذا الذي لا بد له من موجد يوجده و خالق يحدثه, و ذلك الخالق هو الله عز و جل, كما قال تعالى: "الله خالق كل شيء و هو على كل شيء وكيل" [الزمر: 62].

و لذلك فإن الوجود صفة لله جل و علا بإجماع المسلمين و جميع العقلاء حتى المشركين.



بعض الأدلة على ربوبية الله تعالى:

دلالة الفطرة: و هي ذلك الشعور الغامر الذي يملأ على الإنسان أقطار نفسه, إقرارا بخالقه و تألها له و التجاء إليه. و الفطرة هي الميثاق الذي أخذه الله بربوبيته على بني آدم.

دلالة الآيات الكونية: فإن الأدلة على وجود و ربوبية الله عز و جل بعدد مخلوقات الله. و إذا تأمل الإنسان في هذا الكون و في جميع المخلوقات الموجودة فيه, سيجد أربعة أدلة رئيسية تهديه إلى الإيمان بالله سبحانه و تعالى, و هي مذكورة في قوله تعالى: "سبح اسم ربك الأعلى, الذي خلق فسوى, و الذي قدر فهدى" [الأعلى: 1-3]. إذا فهذه الأدلة هي: الخلق و التسوية و التقدير و الهداية, و شرح هذه الأدلة باختصار كما يلي:

أ- دليل الخلق: و هو خلق الله لجميع المخلوقات, و الإعجاز في هذا الخلق. فالإنسان عاجز عن خلق أي شيء من عدم, و لكن الله سبحانه و تعالى خلق الكون بأكمله من عدم. و كما قال تعالى: "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات و الأرض بل لا يوقنون" [الطور 35-36]. فخلق الله الإنسان و السماوات و الأرض دليل على وجود الله و على ربوبيته. و المتأمل في خلق الله سبحانه و تعالى, من النجوم و الكواكب, و الأرض و ما فيها من مخلوقات, و حتى في الخلايا التي يتكون منها الأنسان, يقر بوجود آيات بينات على وجود الله عز و جل.

ب – دليل التسوية: معنى تسوية الشيء هو إتقانه و إحسان خلقه و إكمال صنعته بحيث يكون مهيئا لأداء وظيفته, و يكون مستويا معتدلا متناسب الأجزاء ليس بينها تفاوت يخل بالمقصود. و هذه التسوية في الخلق تدل على وجود الله عز و جل, وعلى بديع علمه و إرادته و قدرته و حكمته.

ج – دليل التقدير: التقدير هو خلق كل شيء بمقدار و ميزان و ترتيب و حساب بحيث يتلاءم مع مكانه و زمانه, و بحيث يتناسق مع غيره من الموجودات القريبة منه و البعيدة عنه. و تقدير الله سبحانه و تعالى في جميع مخلوقاته دليل آخر على وجوده عز و جل.

د - دليل الهداية: المقصود من الهداية هنا هو الإلهام الفطري أو الغريزي الذي تتوجه به المخلوقات قاطبة إلى أداء دورها و تحقيق وظيفتها في هذه الحياة. و هذه الهداية تشمل جميع المخلوقات, الحية و غيرها.

دلالة الحس: لدلالة الحس على وجود الله وجهان: الوجه الأول هو ما نشهده و نسمعه من إجابة الداعين و غوث المكروبين. و أما الوجه الثاني, فهو ما أيد الله به رسله من المعجزات التي تدل على وجود الله عز و جل لأنه هو الذي صنع المعجزات, و لأن الرسل أنفسهم دعوا الناس إلى الإيمان بوجود و ربوبية الله سبحانه و تعالى.

دلالة إجماع الأمم: فإن جميع الأمم و الديانات المعروفة أجمعت على ربوبية الله عز و جل, و لو أن بعضهم جعلوا لله شركاء يعبدونهم من دون الله. و أما ظاهرة الإلحاد و إنكار و جود الله عز و جل لم تكن فيما مضى إلا شذوذا تخلف به أصحابه عن مواكب العقلاء.

دلالة العقل: و هي تقوم على ثلاثة أسس:

الأول: أن العدم لا يخلق شيئا

الثاني: أن الفعل مرآة لقدرة فاعله و بعض صفاته

الثالث: أن فاقد الشيء لا يعطيه, فالمخلوقات جميعا لا يعقل أن ينسب إليها الخلق.



توحيد الربوبية:

معنى توحيد الربوبية: توحيد الله بأفعاله, و اعتقاد تفرده بالخلق و الملك و الرزق و التدبير. كما قال تعالى: "ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين" [الأعراف: 54].

و لا يكفي الإقرار بالربوبية للبراءة من الشرك, فإن معظم الطوائف تقر بالربوبية لله سبحانه و تعالى, و لم يعرف عن أحد من الطوائف القول بأن للعالم صانعين متماثلين في الصفات و الأفعال. و لكن هذه الطوائف وقع منها الشرك في بعض الربوبية كاعتقادهم الخلق و النفع و الضر في آلهتهم المزعومة من دون الله. و إقرارهم بالربوبية هذا لم يخرجهم من أن يوصفوا بالشرك, لأن هذه الطوائف و الأمم كانت تقر بالربوبية و تكفر بالألوهية.

و لكن توحيد الربوبية الخالص من الشرك هو المدخل إلى توحيد الألوهية, فإن من يرسخ في يقينه بتفرد الله بالخلق و الملك و الرزق و التدبير لا بد أن يتوجه بدعائه و عبادته إليه و حده.



توحيد الألوهية:

توحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة قولا و فعلا و قصدا, و البراءة من كل معبود من دونه, فالإله هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة وحده دون سواه.

تعريف العبادة: التأله و التذلل لله وحده, و الانقياد له سبحانه بفعل ما أمر به و ترك ما نهى عنه. و عرفها العلماء أيضا بأنها: اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة.

و بهذا فإن كل أصول الدين و فروعه يندرج في معنى العبادة, و توحيد الألوهية يقتضي إفراد الله بكل هذه العبادات, و التوجه بها إليه وحده.



خطأ اختزال مفهوم العبادة في باب الشعائر التعبدية:

و من الأمور المهمة التي يجب الإشارة إليها هنا هو أن اختزال مفهوم العبادة في باب الشعائر التعبدية فحسب من المفاهيم المغلوطة الشائعة بين الناس, و لعلها أثر من آثار العلمانية و ما تروج له من الفصل بين الدين و الحياة. و الصواب هو أن العبادة هي كل قول أو فعل يحبه الله و يرضاه, و أن العاديات تتحول مع النية الصالحة إلى عبادات. فمثلا, كفالة أمور المسلمين و القيام بحاجاتهم العامة من الزراعات و الصناعات و نحوه يلتحق مع النية الصالحة بأبواب العبادات.



أنواع العبودية:

1) عبودية كونية عامة لجميع الخلق في كل زمان و مكان و هي عبودية تسخير و تسيير, و هذه لله وحده كما قال تعالى: "و له أسلم من في السماوات و الأرض طوعا و كرها" [آل عمران: 83].

2) عبودية خاصة يصطفي الله لها من يشاء من عباده الصالحين و هي عبودية تشريف و تكريم, كما قال تعالى: "و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" [الفرقان: 63].

3) عبودية خاصة محدودة و مؤقتة, و هي التي تكون بين مخلوق و مخلوق (الرق) و قد تكون مشروعة (أسر للكفار) أو غير مشروعة (سرقة للأحرار).



أهمية توحيد الألوهية و منزلته من الدين:

هذا التوحيد هو أعظم أنواع التوحيد و أهمها على الإطلاق, و هو الذي يتبادر إلى الذهن عند إطلاق كلمة توحيد, و تأتي أهميته من الأسباب التالية:

1) أنه دعوة الرسل جميعا, و أول ما يخاطب به الناس من أمور الدين, و هو معقد النجاة في الدنيا و الآخرة.

2) أنه شعار الإسلام الذي يميزه عما سواه من الديانات.

3) أن القرآن الكريم كله في التوحيد و حقوقه و جزائه, و في شأن الشرك و أهله و جزائه.

و الطريق الفطري إلى إثبات توحيد الألوهية هو توحيد الربوبية, كما قال تعالى: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون, الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناء و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون" [البقرة: 21-22]. ففي هذه الآية الكريمة جعل الله من مظاهر تفرده بالربوبية في خلق الحاضرين و الغابرين و تمهيد الأرض و رفع السماء و إنزال الماء منها و إخراج الرزق من الثمرات بابا إلى توحيد الألوهية و آية بينة على استحقاقه وحده للعبادة.

و أركان توحيد الألوهية هي:

1) إفراد الله بالمحبة و التعظيم و التأله.

2) إفراد الله بالطاعة و الانقياد و التسليم.



توحيد القصد و التأله:

معنى توحيد القصد و التأله: إفراد العبادة لله بالتأله و التنسك و التوجه إليه وحده بسائر أنواع العبادات القولية و العملية, كالحب و التعظيم, و الرغبة و الرهبة, و الإنابة و الرجاء و التوكل و الدعاء, و الاستغاثة, و الذبح و النذر, و الركوع و السجود, و غيرها.

و الغلو في الصالحين كان أساس الشرك في بني آدم, و لهذا نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الغلو فقال عليه الصلاة و السلام: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم, إنما أنا عبد, فقولوا: عبد الله و رسوله" [متفق عليه]. و الإطراء: مجاوزة الحد في المدح و الكذب فيه.



ضلال القبوريون و غلوهم في الصالحين:

و قد ضل الكثير من الفرق و العوام بسبب الجهل في هذا الباب, فاتخذوا من الأولياء و الصالحين أندادا يحبونهم كحب الله, و توجهوا إليهم بكثير من العبادات كالدعاء و الاستغاثة و الذبح و النذر. و فيما يلي توضيح لهذه العبادات التي يكون توجيهها لغير الله شركا به:



الدعاء و الاستغاثة و الاستعاذة:

الدعاء: الدعاء نوعان:

1) دعاء المسألة: طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر, و هو متضمن لدعاء العبادة, لأن السائل أخلص سؤاله لله, و رغب إليه بخضوع و تذلل, و ذلك من أفضل العبادات.

2) دعاء العبادة: هو سائر القربات من ذكر و تلاوة و صلاة و نسك, و هو يستلزم دعاء المسألة.



الاستغاثة: هي طلب الغوث, و هو إزالة الشدة, و لا تكون إلا من المكروب, بخلاف الدعاء فإنه أعم من ذلك, فكل استغاثة دعاء و ليس كل دعاء استغاثة. و الاستغاثة لا تطلب من المخلوق إلا فيما يقدر عليه, أما ما لا يقدر عليه إلا الله فلا يطلب إلا من الله.



الأدعية البدعية: و هي ثلاثة مراتب:

الأولى: دعاء غير الله من الموتى أو الغائبين, و هذا هو الشرك بالله.

الثانية: طلب الدعاء من الميت أو الغائب من الأنبياء و الصالحين و هذا من البدع, و قد ألحقه بعض العلماء بالشرك.

الثالثة: دعاء الله تعالى متوسلا بذات أحد من الصالحين أو بجاهه, و هو من البدع المحدثة عند الجمهور.



التوسل المشروع: و هو ثلاثة أقسام:

1) التوسل إلى الله سبحانه و تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته العلى.

2) التوسل إلى الله سبحانه و تعالى بالأعمال الصالحات.

3) التوسل إلى الله سبحانه و تعالى بطلب الدعاء من الأحياء الصالحين.



الاستعاذة: هي الالتجاء و الاعتصام. فالعائذ بالله قد التجأ إلى الله و اعتصم به من كل شر, و العياذ يكون لدفع الشر. والاستعاذة من العبادات التي أمر الله بها عباده كقوله سبحانه و تعالى: "و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم" [فصلت: 36]. لهذا فمن صرف شيئا من الاستعاذة لغير الله فقد جعله شريكا لله في عبادته.



الخوف والمحبة:

الخوف: الخوف من الله من أفضل مقامات الدين و أجلها, و هو من أجمع أنواع العبادة التي أمر الله جل و علا إخلاصها له, كقوله تعالى: "إنما ذالكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين" [آل عمران: 175]. و ينقسم الخوف إلى ثلاثة أقسام:

1) خوف السر أو الخشية بالغيب, و يجب إخلاصه لله تعالى, فإذا صرف لغيره فذلك هو الشرك.

2) ترك بعض الواجبات خوفا من الناس و هذا مجمع على حرمته.

3) الخوف الطبيعي و هو كالخوف من سبع أو عدو و هذا لا يذم.



المحبة: محبة الله عز و جل بتأله و ذلة هو أصل دين الإسلام, لأن العبادة هي كمال المحبة و كمال الخضوع, فمن أحب من دونه شيئا كما يحب الله تعالى فهو ممن اتخذ من دون الله أندادا. و المحبة في الله ليس فيها شيء من شوائب الشرك بل هي واجبة, إذ أنها تابعة لمحبة الله و لازمة لها. أما المحبة الشركية, فهي المحبة مع الله لما فيها من التأله لغير الله.



النذر و الذبح:

النذر و الذبح: بما أن الوفاء بالنذر عبادة من العبادات, كما قال تعالى: "يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا" [الإنسان: 7], فإن النذر لغير الله شرك في العبادة لما يتضمنه من تعظيم المنذور له و التقرب إليه بذلك. و أما بالنسبة للذبح, فهو أيضا عبادة من العبادات كما قال تعالى: "فصل لربك و انحر" [الكوثر: 3], و لذلك فإن الذبح لغير الله شرك أكبر يستحق فاعله لعنة الله و غضبه.



التنجيم:

هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية, و منه ما هو محرم و منه ما هو جائز:

الجائز منه: ما كان من جنس الحساب و يدرك بطريق المشاهدة الخبر و ليس من علم الغيب في شيء.

و المحرم منه: الاستدلال بحركات النجوم و الكواكب على الحوادث المستقبلية, أو القول بتأثير الكواكب في الأمور. و لا يدخل في هذا ما جاء عن طريق الأبحاث العلمية, و إنما المقصود الخرافات المنتشرة بين الجهلة مثل ما يسمى بالأبراج و غيرها.



التمائم:

التمائم جمع تميمة, و هي ما يعلق بأعناق الصبيان من خرزات و عظام و نحوه لدفع العين, و هي من أبواب الشرك.



الحلف بغير الله:

الحلف بغير الله من الشرك الأصغر, و قد يكون من الشرك الأكبر بحسب حال قائله و مقصده. و قد اختلف الناس في جواز الحلف بالنبي صلى الله عليه و سلم, و الصواب منعه.



توحيد الطاعة و الانقياد:

توحيد الطاعة و الانقياد: هو إفراد الله تعالى بالطاعة و الانقياد, و ذلك بتحكيم شرعه و القبول التام لكل ما جاء به نبيه صلى الله عليه و سلم, و الكفر بما يتنافى مع ذلك من الأهواء البشرية و المذاهب الوضعية.

أما في الزمن الذي نعيش فيه, و مع الاستعمار للبلاد الإسلامية, حصل تبديل للشريعة الإسلامية بالقوانين الأجنبية التي جاء بها المستعمر. فترك الناس شرع الله و وجهوا الطاعة و الانقياد إلى قوانين أجنبية وضعها أعداءهم. و من أعداء الإسلام من قال أن الشريعة الإسلامية لم تكن مطبقة في جميع الأحوال و الأوقات حتى في ظل الخلافة الإسلامية قبل مجيء المستعمر, و احتجوا بهذا على جواز عدم تطبيق الشريعة و اتخاذ العلمانية (فصل الدين عن التشريع) منهجا!

و لكن الفرق بين العلمانية و ما كان يحصل من انحرافات جزئية في تطبيق الشريعة في ظل الخلافة أن العلمانية ترفض مرجعية الشريعة تماما. أما الخلافة فقد كانت معترفة و مؤمنة بمرجعية الشريعة, و إن حصل فيها بعض التجاوزات, فالله سيحاسب كل من ظلم أو أساء. فالمطلوب لتحقيق توحيد الطاعة و الانقياد هو تحكيم الشرع و القبول بكل ما جاء فيه و الكفر بكل ما يتنافى معه.

فالعلمانية تعني فصل الدين عن الدولة و عن الحياة عموما, و قصر الدين على جانب الشعائر التعبدية البحتة بين المرء و خالقه, و هي تنزع قدسية الدين و تعتبره ميراثا بشريا بحتا. و لذلك فإن العلمانية ناقضة لأصل الدين:

1) فهي شرك في الربوبية, ليس في جانب الخلق و الأمر الكوني و أنما في جانب الهداية و الأمر الشرعي.

2) و هي شرك في الألوهية: فتبديل شرع الله بشرع آخر شرك بالله تعالى.

3) و هي ثورة على النبوة: فالإيمان بالنبوة يتطلب تصديق خبر الرسول صلى الله عليه و سلم و التزام أمره جملة و تفصيلا.

4) و هي نقد الإيمان: فإن أصل الإيمان تصديق الخبر و الانقياد للأمر.

5) و هي استحلال للحكم بغير ما أنزل الله.



توحيد الأسماء و الصفات:

هلك في قضية الأسماء و الصفات فريقان:

1) المشبهة أو الممثلة, و هم الذين غلو في إثبات صفات الله حتى جعلوها على نحو يماثل صفات المخلوقين. و مذهبهم باطل و منكر, فقد قال الله تعالى: "ليس كمثله شيء و هو السميع البصير" [الشورى 11]. و قال: "و لم يكن له كفوا أحد" [الإخلاص]. و قد نهى الله عن أن تضرب له الأمثال في قوله تعالى: "فلا تضربوا لله الأمثال" [النحل 74].

2) المعطلة, و قد غلو في جانب النفي فأنكروا أسماء الله و صفاته إنكارا كليا أو جزئيا, و حرفوا من أجل ذلك نصوص الكتاب و السنة, و منهم: الأشاعرة و المعتزلة و الجهمية و القرامطة و الفلاسفة, على تفاوت بينهم في التعطيل و التحريف. و أظهر هذه الطوائف اليوم هم الأشاعرة, و قد أثبتوا بعض الصفات و نفوا بعضها الآخر و ردوا لذلك من النصوص ما أمكنهم رده و أولوا ما أعجزهم رده.

و قد زعم الأشاعرة و الفلاسفة, لقلة فهمهم, أنه يجب تأويل أو تعطيل أو نفي الكثير من الأسماء و الصفات, و ذلك لأسباب فلسفية لأنهم رأوا تعارض ثبوت هذه الأسماء و الصفات مع العقل. و لكن ما فاتهم أن هذه الأمور من أمور الغيب, فلا يجوز و لا يعقل الرجوع فيها إلى العقل, فإن العقل لا يمكنه أن يدرك بالتفصيل ما يجب و لا يجب و ما يجوز و ما يستحيل في حق الله عز و جل.

و أما الصواب في هذا الباب فهو موقف أهل السنة و الجماعة, و هو الإثبات بلا تثميل و التنزيه بلا تعطيل. و كما قال الإمام أحمد في هذا الباب: نصف الله بما وصف نفسه, و لا نتعدى القرآن و الحديث.


siham nana
siham nana

مفهوم   الايمان  15751613
عدد المساهمات : 1214
نقاط : 2007
تاريخ التسجيل : 18/06/2012
العمر : 26

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مفهوم   الايمان  Empty رد: مفهوم الايمان

مُساهمة من طرف زهرة الربيع الأربعاء يناير 02, 2013 12:12 am

شكرا يا احلى سهومة
زهرة الربيع
زهرة الربيع

مفهوم   الايمان  Jb12915568671
عدد المساهمات : 24
نقاط : 28
تاريخ التسجيل : 01/01/2013

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى